عربي

١٢ مارس

مشرحة زينهم – 21 نوفمبر



خلال الإشتباكات في شارع باب اللوق بميدان التحرير قبل منتصف ليلية 20 نوفمبر 2011 بقليل ثلاثتنا أنا (@bamyabombom@sumayaholdijk & @fazerofzanight, إصتدمنا ب @baha2saber.
كان @baha2saber شديد الحزن والأسي بسبب مكالمة تليفونية تلقاها من أسرة أحد الشهداء
التي كانت جثته قد وصلت إلي المشرحة لتوه.
وكان مسؤولو المشرحة ووكيل النيابة يحاولون إقناع الأهالي بالتوقيع علي تقارير الوفاة الغير صحيحة بسرعة حتي يستطيعوا إستلام جثث الشهداء لدفنها.
توجهنا ثلاثتنا مع @baha2saber بسرعة وعدد قليل من النايس إلي المشرحة.
عند وصولنا إلي المشرحة وجدنا أسر الشهداء في غاية الحزن وأعربوا عن عدم رغبتهم في تواجدنا بالقرب من المشرحة.
شرحنا لهم سبب تواجدنا بالمشرحة، وهو أن المدعي (وكيل النيابة) المختص بكتابة تقارير الوفاة ليس بعيدا عن تزوير التقارير وبدلا أن يكتب السبب الحقيقي للوفاة وهو طلق ناري سوف يسرد أسبابا أخري كهبوط القلب أوالنوبات القلبية، ففي بعض الأحيان يتم إدراج أسباب غير حقيقية للوفاة وأحيانا ما يزيلون أدلة الوفاة من أجساد الموتي خاصة إذا كانت إحدي مؤسسات الدولة متورطة في عملية الوفاة.
وكذلك أوضحنا للأسر بهدوء وبالتدريج أن مباحث آمن الدولة المدعية لا تستطيع الحضور أثناء فحص الطب الشرعي للجثث، لأن القتلي قتلوا بأيدي إما الشرطة العسكرية أو قوات الآمن المركزي, وهو ما يعبر عنه بتضارب المصالح إذا كانت مباحث آمن الدولة هي المشرفة علي تقارير الوفاة. وفي غضون بضع دقائق كانت الأسر قد هدأت وأخبرونا أنهم تم إخبارهم قبل وصولنا للمشرحة من قبل مسؤولوا المشرحة بأن بعض الباحثين عن الثراء السريع من عملاء أجانب أو صحفيين شغوفين بالمال سوف يأتون إليهم بحثا عن الشهرة والربح السريع.
طمأني الأسر مرة أخري وعرفناهم أننا ناشطين من التحرير وليس لنا أي مصلحة أو مكاسب سوي التأكد من أنوفاة أبناءهم لن تذهب سدي، بعدم إدانة المسئولين عن موتهم ولنحظي بشرف التضامن مع أسر الشهداء.
بعد ذلك وافق أفراد العائلة علي توكيلنا في متابعة الدعوة بالنيابة عنهم وكذلك التفاوض مع مسئولي المشرحة.
في البداية إدعينا أننا نبحث عن أحد أقاربنا في الجثث، فأخذونا إلي غرفة مع جثث مجهولة غير متعرف عليها موضوعة علي صواني علي الأرض لم يتم التعرف علي بعضها منذ أكثر من شهر. وكان لتلك الجثث رائحة لن تمحا من ذاكرتي أبدا.

بدأنا ننظر حولنا للبحث عن أدلة يمكن أن تدين هيئة بعينها (الجيش –الداخلية) فلاحظ المسئولون بأننا لا نبحث عن جثة معينة وبدءوا يدفعونا خارجا في محاولة لإخراجنا من ثلاجة الموتي. تم إغلاق الثلاجة ولم يسمح لنا بالدخول مرة أخري بقية الليلة. فتدخلت أسر الشهداء الموجودة فورا وطالبوا بدخولنا وكذلك طالبوا بإلتقاط الصور الفوتوغرافية مما أغضب المسئولين وبدءوا في دفعنا للخروج من المشرحة، في حين بدء أهالي الشهداء في دفعنا في الإتجاه الآخر لمنع خروجنا فأصبحنا في النصف كأننا في مصيدة.
وفي نهاية المطاف تمكنا من أن نصمد ونبقي داخل المشرحة، ولكن رفض المدعي العام المسئول عن الفحص أداء الفحص حتي نخرج من المشرحة.
عندما أصرت @fazerofzanight علي حضور فحص الطب الشرعي بناء علي رغبة أسر الشهداء حرر ضابط مباحث آمن الدولة مذكرة لإعتقالها، , أطفأ مسئول المشرحة الإضاءة في محاولة رخيصة لتخويفنا. وفي مرحلة تالية آثار رجل ضجة كبيرة وإدعي أنه عم أحد الشهداء وبدء يصيح ويصرخ معلنا أن كل ما يريده هو دفن إبن أخيه، لم يهتم لسبب الوفاة ولم يكترث لتحديد مسئولية الجاني " إكرام الميت دفنه " إنكم تعذبون روح إبن أخي، وغيرت أسر الشهداء رأيها مرة أخري في تواجدنا، فقررنا الرحيل مع إخبارهم بأننا نتفهم مشاعرهم.
ونحن في طريقنا للخروج وجدنا شابا تظهر عليه علامات التوتر الشديدة لإستشهاد أخيه وتحدث مع أسر الشهداء فعادوا ورجونا بعدم الرحيل.
وفي تلك اللحظة حضر إثنان من النشطاء وأيضا إثنان محاميان من حقوق الإنسان.
قدمت أسر الشهداء إعتذارها لنا لإختلاط الأمور عليهم بسبب الإنزعاج ورغبتهم في أن ينتهي هذا اليوم ولا يريدون أن يفلت الجاني بجريمته دون عقاب.
ومن المثير للدهشة أن الرجل الذي إختلق الضجة في وقت سابق كان يجلس في مكتب مسؤول المشرحة متعجرفا.
عندئذ قررت الأسر أن يحضر أحد المحامين فحص الطب الشرعي قبل أن يوقع أي منهم علي التقارير. وتمكن المحامي من حضور فحص حالة واحدة، بعدها رفض المدعي العام مواصلة العمل في حضور المحامي. ومضت الليلة علي هذا الحال مع مسئول المشرحة فتم الإشراف علي فحص بعض الجثث والبعض الآخر لم يتم الإشراف علي فحصها.

في تلك الليلة وصل المشرحة 18 جثة وعلمنا بأن هناك 7 جثث أخري في الطريق إلي المشرحة، ولكن بسبب تواجدنا تم تغيير وجهة الجثث إلي مكان آخر.
من 18 جثة كان هناك جثة واحدة لقت حتفها بسبب الإختناق أما باقي الشهداء فقد لقوا حتفهم بسبب طلقات نارية إستهدفت الرأس والرقبة (المنطة العليا من الجسم).
من المعروف أن الشرطة عندما ترغب في تفريق الشغب فإنها تطلق النار علي الأرجل والمنطقة السفلي من الجسد، أما عندما تطلق الشرطة نيرانها علي الرأس فهي في الواقع تهدف للقتل لا للتفريق.

عندما أعيد التفكير في الأحداث التي جرت في المشرحة في تلك الليلة أدرك مدي حزن وخسارة العائلات وأساها وألمها.
في تلك الليلة إنهار ثلاثة أشخاص من الحزن. ولم يتورع مسئولو المشرحة عن التلاعب بمشاعرهم رغم تفاقم حزنهم حتي يتمكنوا من تبرئة ساحة القتلة الحقيقيين المتورطين في قتل متظاهري ميدان التحرير. هؤلاء الذين فقدوا أبنائهم يقفون هناك ضائعين في لعبة الحكومات الفاسدة لا يجدون مقعدا ويقفون في البرد أو يجلسون علي الرصيف عند مدخل السيارات، ويتسولون لرؤية أبنائهم من وراء الأبواب الحديدية للمشرحة. لا شفقة ولا إحترام ومعاملة الناس وكأنهم مصدر إزعاج والصراخ والصياح فيهم وتهديدهم بعدم الإفراج عن الجثث لدفنها ما لم يوقعوا علي تقارير الطب الشرعي المزورة. وهذا التزوير واللعب بالأدلة لحماية أولئك الذين يقتلون ويصرون علي قتل الناس.
قلبي مع أسر شهداء التحرير.
الصور المأخوذة بمعرفة @fazerofzanight
قام بالترجمة للغة العربية : مامتي


٢١ مارس ٢٠١١

كيف أطاح الإستفتاء الديموقراطي بالثورة


حددت وسائل الإعلام الدولية ثورة 25 يناير في بدايتها بأنها ثورة الفيس بوك. وبعد تعبئة الشعب في 25 يناير، يبدوا أن الحكومة المصرية تصورت أن الثورة بالفعل ثورة فيس بوك فسارعت بقطع الشبكات الإجتماعية مثل التويتر والفيس بوك، وعندما بدء الناس في إستعمال البروكسي للتواصل مع الشبكات الإجتماعية، قامت الحكومة بقطع شبكة الإنترنت.
وكانت المفاجأة الكبري للحكومة حيث إرتفعت تعبئة الشعب أكثر وأكثر، وذلك لأن حاجز الخوف الذي تكون ببطئ خلال سنوات طويلة أدي بالتأكيد إلي بناء زخم لا يمكن إيقافه والذي كاد أن يقضي علي النظام القديم.

بدأ الإنهيار الأولي لحاجز الخوف عندما بدأ تداول الصور لفظائع وجرائم أمن الدولة علي شبكات الإنترنت، ناهيك عن التقارير والشكاوي المقدمة من منظمات حقوق الإنسان، والشكاوي والدعاوي المقدمة من محامي حقوق الإنسان لمحاكمة المسئولين عن أعمال التعذيب الوحشية. , وأخيرا تمارس أقوي قوي أمن الدولة والتي مازالت متشبسة بالبقاء أعمالها من خلال يد خفية وغير مرئية. لم تعد قوة الرقابة أحادية الإتجاه، في حين كانت الدولة هي التي تراقب الناس أصبح لدي الناس الأدوات اللازمة لمراقبة الدولة. وأصبحت مؤسسة أمن الدولة المزعومة تخضع للرقابة.
وبدأ حاجز الخوف المحيط بالشعب ينهار، فبدلا من أن يركز الناس علي خوفهم بدءوا يشعرون بالغضب والسخط في الغياب التام وعدم الإكتراث لكرامة الإنسان ومع كل تفاعل مع الدولة التي تعمل علي الإنضباط في الخفاء. لم يعد الرجل داخل بانوبتكان لغزا حتي بانوبتكان بدأ يتلاشي ويتلاشي معه خوف الناس.

أصبحت الكراهية الشعبية لأساليب أمن الدولة الوحشية للحفاظ علي إستقرار النظام القديم سببا مباشرا لتلاشي حاجز الخوف عند الشعب وسببا رئيسيا في تعبئة الملايين من أفراد الشعب وداعيا إلي وضع حد لوحشية النظام الذي دعم وأنتج الخوف. وللحظة أصبح الشعب هم الخبراء، فعرفوا كيفية إدارة الأمور، وكيفية الحفاظ علي السلامة وكيفية الحفاظ علي قدر من الإستقرار الذي إنتظروه طويلا أن يحدث مع تطهير النظام، وكان للناس رؤية سياسية يكمن جوهرها في كرامة الإنسان وحريته.

بعد فترة وجيزة من سقوط مبارك بدء الناس يهيمنون ببطء علي السلطة الجديدة ويعطونها للخبراء الذين أرشدوهم عن دور الإقتصاد في الماضي وكيفية إدارته في المستقبل. وكذلك إستعان الناس بالشخصيات العامة الذين بدورهم أرشدوهم إلي ما يجب عمله في المرحلة المقبلة وإلي الجيش الذي عمل داخل مربع أسود لإعادة بناء الأمة في حين أنه إعتقل وقام بتلفيق التهم وبالتعذيب الوحشي للذين عارضوه. وتم القضاء بالتدريج علي القيمة الجوهرية لحرية الإنسان وكرامته بدلا من القضاء علي المؤسسات التي تهدم كل هذه القيم.

ثم جاء الإستفتاء في حين أن التعذيب والتجاهل التام لحياة الإنسان مازال مستمرا. وبسرعة تحولت الثورة إلي الطريق الطويل والأمل في الإصلاح.
هل نسينا لماذا تعبئنا في المقام الأول؟ هل هذه حالة من فقدان الذاكرة الجماعي؟ هل "نعم" أو "لا" تحدث فرقا؟ هل مازالت بنية الخوف والترهيب موجودة؟ كيف يتم التعديل بدون إنتظام في حين مؤسسات الدولة مازالت تمارس التعذيب والإرهاب؟ بالطبع لن يتم الإصلاح. بينما "نعم" أو "لا" لهما أثارهما فهما غير ذي صلة في تلك المرحلة، وأنا لا أتجاهل تأثيرهما في التغيير الأساسي في كيفية تفاعل الدولة مع رعاياها من حيث الكرامة والإنسانية والحرية والإحترام. كيف هو التعديل؟ الدستور الصادر غير شرعي برأي الثورة، إذن لماذا نقوم بتعديله؟ عندما نبدأ في التعديل وإعادة البناء فإننا نتوقف عن تثور. عندما ندعو إلي التعديل فإننا نقضي علي الملايين التي قاتلت، لقد تم القضاء علي الدولة التي قامت برعاية العنف الغير مشروع. حسنا إذا لم تكن إكتشفت هذا بعد.
إنه من الصعب علي الجيش والمؤسسات الأخري إسقاط بانوبتكان الرقابة الخفية والإنضباط. مهما كانت نتيجة الإستفتاء ونحن مازلنا يحكمنا المؤسسات التي لا تظهر ضبط النفس في إستخدامات غير شرعية وعنف وحشي وإذلال لرعاياها، في حين أن 25 مليون شخص إندفعوا حتي يتم سماع صوتهم. أولئك الذين كانوا يحتفلون بديموقراطية الإستفتاء في حاجة إلي فهم أن هذه الديمقراطية متشابكة الجذور مع قبول التجاهل التام لحقوق الإنسان الأساسية.


وقد إستوحيت هذا الموضوع نظريا من فوكو وصرتو وإستوحيت المضمون عبر بعض الشبكات الإجتماعية والتحدث مع كل من

@sumayaholdijk, @nevsh @bassemkhalifa @fazerofthenight, @yasminb, Aya Sheikhany, Hala Said and Amr Azim

أريد أن أوضح أنني أدين بشدة رفض
@ghonim
نشر أشرطة الفيديو والصور وشهادات الذين تم تعذيبهم علي يد الجيش علي صفحة كلنا خالد سعيد. هل هؤلاء الذين تم تعذيبهم من قبل الجيش ليسوا خالد سعيد?

,ايضا أود أن أسجل إعتراضي علي رأي
sandmonkey@
المتلعق بالتعذيب في موضوع اللعب بالسياسة


بينما كان معظم الناس يشعرون بالقلق علي نتيجة الإستفتاء واصل عرباوي بالكتابة على حوادث إنتهاك حقوق الانسان من قبل الجيش


أعتقد أنني أعبر عن مشاعرنا جميعا نحن الذين نهتم بالحرية والكرامة والإنسانية، وعندما أقول أننا مدينون لهؤلاء الأبطال الذين قدموا شهادت إعتقالهم وتعذيبهم والذين جمعوا لنا هذه القصص. وبدونهم لم يكن هناك فرصة لحاجز الخوف أن يتلاشي. شهادات التعذيب علي يد الجيش باللغة الإنجليزية.

كما أنني لا أعتقد بالضرورة أن الثورة قد أطاحت بالنظام، وشكرا "للعمال"، والعنوان هو فقط لأغراض درامية
قام بالترجمة للغة العربية : مامتي

١٢ مارس

لا يمكنك الحصول علي كعكة ثورة ٢٥ يناير وأكلها في نفس الوقت
الجزء الأول: السياحة



من أكثر الآراء المنتشرة و تتداول عبر الشفرة الثنائية من خلال سائل الإعلام الإجتماعية، مما لا شك أن فيها النوايا الحسنة، فكره إعادة بناء مصر. وعلي مدي الأسابيع القليلة الماضية إتخذت الدعوي لإعادة بناء مصر أشكالا عديدة، وبدأت بدعوة السياح للعودة مرة أخري إلي زيارة مصر حيث أنه من المفترض أن السياحة هي أحد أهم الأنشطة الإقتصادية في مصر، وتلي تلك الدعوة بفترة قصيرة دعوة أخري لدعم البورصة المصرية عن طريق إستثمار مبلغ ١٢٠ ج.م في الأوراق المالية، ثم الإعلان عن خط ساخن للإبلاغ عن الرشوة والفساد والدعوة للقضاء عليهما. وبدأ الشباب في تنظيف الشوارع وطلاء الأرصفة في المناطق الفقيرة والمهمشة إقتصاديا. بدأ شعور جديد بالفخر والملكية يراود المصريين، هذا الشعور الذي ملأهم بالفخر والإعزاز لوطنهم الذي كان مفقودا ثم عثروا عليه. بعد ٣٠ عاما من القمع والدكتاتورية بدأ الشعب يستنشق نسيما مبهجا من خلال ثورة ٢٥ يناير، ولكن كان هناك شيء ناقص وهو أن الثورة لم تنتهي بعد.

أتذكر عندما كنت لا أزال في المدرسة كانت الصفحة الأخيرة من الكتب المدرسية تحتوي علي مجموعة من النقاط داخل إطار من الزهور يحمل شعارات مختلفة مثل: النظافة من الإيمان، العمل عبادة، أسنانك هي مرآة صحتك، والعديد من الشعارات الأخري التي كانت تقودنا بطريقة غير مباشرة إلي الأخلاق الحميدة وحب الوطن، كانت تلك الشعارات أكنها حقيقية وجيدة. وفي كثير من الأحيان كان الشخص يقرأها ليوضح وجهة نظر معينة ولكنها كانت تفتقر الجوهر، وكان يملؤها النفاق فعجزت عن معالجة الأسباب الجذرية للكثير من المشاكل التي عرفناها وعانينا منها. وإذا تابعنا وصفات تلك الشعارات نجدها قد ولدت شعورا زائفا بالعافية والخير، ولكن عند تطبيق تلك الشعارات لم أكن متأكدة من كيفية إتباعها، وعما كانت تعينيه حقيقة وما كانت تعنيه ضمنيا. ولقد ذكرتني الدعوات الأخيرة لإعادة بناء مصر بعد تنحي مبارك من الرئاسة بتلك الشعارات الخاوية الغير معبرة التي كانت علي خلفية كتبي المدرسية في مدرستي القديمة.

إن البدء في إعادة البناء بعد ثورة بعني تلقائيا في أذهاننا أن الثورة قد إنتهت، ولكن عندما لا تكون الثورة قد إنتهت ويتم البدء في عملية إعادة البناء فإن ذلك يضع حدا لعملية التطهير وبذلك يتم تفتيت الثورة. إن التركيز علي الدعاوي لإعادة الإعمار والإستقرار هي في باطنها دعاوي لوضع حد للثورة. إن الثورة في حد ذاتها دعوي للإستقرار وسوف نواصل إعادة الإعمار عندما نكون مستعدون لإيقاف التفريغ. دعونا نأخذ علي سبيل المثال الدعوة لإعادة النشاط السياحي: النشاط السياحي يشكل نسبة 7.3% من ناتج الإجمالي المحلي، ما الذي يضيفه إختيارنا إعادة بناء الإقتصاد السياحي؟ جميع أفلام الفيديو التي تروج للسياحة تظهر مساحات الجولف الخضراء والأسواق المبهرة والشواطئ التي يرتادها الذين يلبسون أحدث صيحات المايوهات البكيني وألآثار القديمة خالية من المصريين.

تلك الأفلام تظهر أرقي المناطق السياحية الترفيهية في مصر والتي لن يتمكن أغلبية المصريون من الحصول عليها قط. لا يقتصر الأمر علي الكماليات التي لن يحصل عليها المصريون أبدا، ولكن الأمر يتعدي الكماليات إلي الأساسيات فعلي سبيل المثال هيلتون نويبع ذي المروج والحدائق والذي تم بناءه برعونة في وسط صحراء قاحلة شديدة الحرارة، يبلغ متوسط إستهلاك السائح من المياه في الحمامات الخاصة 120 لترا وهذا الرقم لا يتضمن مياه الشرب. بينما يواجه البدو في المناطق المحيطة مشاكل للحصول علي أكثر من 2-3 لتر من الماء يوميا. ولم يقتصر نقص المياه الصالحة للشرب علي البدو ولكن معظم المصريون لا يستطيعون الحصول علي المياه يوميا وإذا إستطاعوا فإنها تكون لمدة 1-3 ساعة يوميا في حين أن كل سائح يخصص له من المياه ما يقرب أن يكفي لبركته الخاصة. ولم نشير بعد بقريب أو بعيد عن نوعية المياه التي يحصل عليها معظم المصريين بالمقارنة بالمياه المتاحة في المنتجعات السياحية.

تناثرت المنتجعات السياحية علي ساحل البحر الأحمر من الغردقة إلي السودان، في حين تزايدت معدلات البناء علي الرغم من أن معظم الفنادق سجلت نسبة إشغال لا تزيد عن 10%. أجد هذا المنطق سخيف إلي حد ما، إليك هذه المعادلة الرياضية: لديك نسبة 10% إشغال في الفنادق، عندما تقوم ببناء فنادق جديدة لزيادة الطاقة هل هذا سيرفع نسبة الإشغال أم سيخفضها في الفندق الواحد؟ ربما أستطيع أن أتقبل هذه الفكرة كسوء تخطيط بشرط أن تكون غير مؤذية، ولكن ماذا عن الشواطئ والشعاب المرجانية وأشجار المانجروف وسبل الحياة التي تم تدميرها من خلال هذا التخطيط الذي لا معني له. ويمكن أن يجادل الكثيرون بحجة أن تلك المنتجعات توظف أعداد كبيرة من الشباب وتخلق فرص عمل للشباب، مصر في حاجة ديموغرافية ماسة لها. إن أجور موظفي القطاع السياحي يرثي لها بالمقارنة بالملايين التي حصل عليها أصحاب المنتجعات. إن إستغلال عمل شخص مهما كان الإطار الموضوع فيه لايمكن أن يتساوي بفرصة عمل.

وأخيرا فإن قطاع السياحة كله يدور حول خدمة السياح. ليس فقط أن المصريين مواطنين من الدرجة الثانية ولكن المساحة المسموح بها في التفاعل مع السائحين هي فقط عن طريق تقديم الخدمات لهم. وهذا النموذج لا يقوم علي أساس تبادل القيم والخبرات الثقافية، وإنما يرتكز علي أن أمة بكاملها تقوم بتلبية رغبات وإحتياجات الرحلات السياحية الرخيصة. وبالأخذ في الإعتبار مستوي مرتبات العاملين في قطاع السياحة يتضح أنه أقرب إلي نظام السخرة. إذا هل تريد حقا إعادة بناء هذا النموذج قبل أن ينهار تماما؟ لأنك عندما تريد عودة السياحة وإعادة بناء هذا النموذج فإنك تعلن ضمنيا أن أي شئ لا يحتاج أن ينهار. إنك لا تستطيع إعادة البناء علي أسس هشة ولا يمكن الحصول علي الإستقرار خلال ثورة

وقد إستلهمت هذه المقالة من مناقشات أو تعليقات: سمية هلديك ، داليا أبوالفتوح، علياء عليش، ساره عاصم ، أب الليل ، كات هاريسون ، إليزابيث ترنبل
قام بالترجمة للغة العربية : مامتي

١٢ مارس ٢٠١١


كيفية معرفة الفرق بين الثورة المضادة و مؤخرتك
(أو كيفية الانتقال من كونك إصلاحي إلى ثوري)


أول ذكر للثورة المضادة بدأ بعدما قال مبارك فى خطابه الشهير "سوف أموت على أرض مصر، ولكن لم يكن لدي أي نية في الترشح لولاية أخرى"، هذا الخطاب شكل نقطة في حياتي حيث تعرفت على ما يمكن ان يعتبر اكبر إثارة للغضب الجماعي فى التاريخ العالمى (وإن لم تكن مماثلة لخطاب "أنا لن اتنحى". حين ذلك بدأت قراءة تعليقات على تويتر و فيسبوك تدعى أن تخطيطات للثورة المضادة قد بدأت. ومنذ ذلك الحين كانت هناك هجمة سريعة من الاتهامات المضادة للثورة تؤشر بأن الناس تقف على طرفي نقيض من الطيف الإيديولوجي. أولئك الذين يريدون مواصلة الاضرابات والمظاهرات اتهموا من قبل أولئك الذين يخافون على مصر و يحبونها و لا يمكنهم الانتظار في أن يبدأوا في إعادة اعمار مصر، والعكس بالعكس. كل شئ أصبح ملوثا بفكرة
لثورة المضادة: العمال، الأقباط، النساء ، أنصار أحمد شفيق ، وبلوفر أحمد شفيق ، وأولئك الذين عادوا الى العمل ، و أولئك الذين قرروا البقاء في التحرير ، و أولئك الذين وثقوا بالجيش ، و أولئك الذين حثوا على توخي الحذر من الثقة في الجيش ، و ايضا الذين كانوا خائفين على الأمن و الاستقرار و الاقتصاد ، و أولئك الذين يريدون هدم الهيكل الاقتصادي الحالي ومقاضاة هيكل أمن الدولة، و قائمة واسعة النطاق لا حصر لها. في حين أن عناصر مختلفة لم تتمكن من الاتفاق و التعرف على مصدر الثورة المضادة، و لكن اتفقوا جميعا على شيء واحد: هناك يدا خفية وراء التخطيط الحاقد الاستراتيجي تدبر هذه الأحداث، من خلال أفكار وخطط لتجهض ثورة 25 يناير. ومع ذلك، فإنني أزعم أن الأحداث والأفكار التي قد تعتبر ثورة مضادة توجهنا للتحليل هذه الأحداث والأفكار للاستعداد للمستقبل. وبعبارة أخرى ، هناك العديد من الأحداث والأفكار التي في حد ذاتها هي مضادة للثورة ،
ولكن تجميع كل هذه الأحداث والأفكار في صيغة المفرد نتيجة لتجميعنا لهذه الأحداث وليست الاحداث بنفسها

الثورة المضادة ليس لها يد خفية ، و لا تتكون من مجموعة من الخبراء الاستراتيجيين يخططون على المائدة المستديرة ألف مكيدة لكيفية اسقاط ثورة 25 يناير. أنا لا أقول أن العديد من الأحداث لم تكن مدبرة أو أنها ليست معادية للثورة ، وأنما أقول أن هذه الأعمال حدثت بشكل عشوائي، حتى تلك التي يجري التخطيط لها الأعمال المدبرة قد لا تكون مدبرة من قبل نفس الجماعات أو لنفس الأغراض ، ولكنها قد تخدم نفس الغرض أو يكون لها نفس النتيجة وهو ما يكن من محض الصدفة، وذلك لأن هذه الجماعات قد تكون في معارضة مباشرة لبعضهم البعض وقد تتعارض مصالحهم ، وربما تكون أعمالهم موجهة اكثر نحو الحفاظ على مصالحهم. في الواقع، أحيانا قد لا تكون الثورة المضادة نتاج الجماعات أو المؤسسات، بل من الأفكار أو المفاهيم المعلبة التى تقيد أفكارنا و خيالنا.

فإن أفكارنا موضوعة فى اطار محكوم من قبل 25 يناير. ظهرت هذه الافكار نتاج عن تاريخ طويل من العمليات التاريخية والسياسية. ولن أخوض في امثال واسعة النطاق أو تحليل بعض هذه الأفكار. وسيكون هذا الموضوع من الموضوعات الفرعية التي سنعرضعها علي التوالي متتالية. هذه الاطارات الفكرية غير ملموسة ، لا يمكن أن تكون واضحة، ولكن يمكن أن نرى آثارها بوضوح شديد. و تأثيراتها الأولى عندما يكون لدينا رد فعل تلقائي تجاه شيء معين ، وعندما نقول هذا أمر منطقي. من جهة واحدة نحن نعتقد انه شيء منطقي ، ولكن من ناحية أخرى ، نحن لا يمكن أن نرسم خط واضح لماذا هو منطقي. و أيضا نجد رد فعل عاطفي قوي تجاه أي شيء قد لا يتوافق مع هذا الاطار الفكرى. قد نلاحظ أن بعض الناس لا يسمعون أو يكونوا غير قادرين على رؤية اى فكر لا يتناسب مع إطارهم الفكرى. وأيضا الجماعات أو المؤسسات التي أشرت إليها سابقا هي أيضا تخضع لتصور العالم من خلال هذه الاطارات الفكرية.

بذلك و باختصار و من خلال استخدام و اعطاء مثال قد لا يكون ملموسا بعض الشئ ، و هذا بإلقاء نظرة على فكرة الاقتصاد وعلاقته بثورة 25 يناير. الاقتصاد هو في الحقيقة أي مجموعة من التبادلات بين الافراد او المؤسسات التي تدور حول الإستحواذ على السلع أو الخدمات. وهذه التبادلات ليس لها شكل معين أو قواعد ثابتة وفي الواقع هي متروكة لرغبتنا في كيفية وضع قواعد التعاملات التي يمكن أن تتغير حسب الرغبة أو الظروف. كان هناك الكثير من المخاوف حول انهيار الاقتصاد ، و هذا لان الاقتصاد في عقولنا هو الكيان الذي يتحرك حولنا، ونحن غير قادرين علي السيطرة عليه بشكل أو بأخر وهو الذي يسيطر علي جانب من جوانب حياتنا. و كانت هناك الكثير من المخاوف أن الاقتصاد سوف ينهار وسوف لا يكون هناك أي طعام أو صناعة على سبيل المثال على مدار الشهر الماضي. لكن الاقتصاد لا يتحكم في الواقع المادي بشكل مباشر بقدر ما نتصور. انهيار الاقتصاد لا يعني انهيار الأرض فجأة او انهيار المصانع، أو ان العمالة التي لدينا سوف تختفي فجأة من الوجود. أنا أفهم أن هذه العمليات ترتبط بسوق عالمية كبيرة ، ولكن مرة أخرى هذا لا يعني أن هياكل بديلة لا يمكن ان تحل محلها، لأن الأرض لن تختفي فجأة ، ولن تنشق الأرض وتبتلع كل عامل ،و مزارع ، و مصنع وقطعة أرض. وهذه هي الاطارات الفكرية التى تحدثت عنها في وقت سابق ، و قد تجعلنانبني العلاقة الغريبة التي ربطت بين الاقتصاد و واقعنا المادي، والتي قد تبدو طبيعية ومنطقية جدا بالنسبة لنا.

قبل أن أختم كلمتي ، أريد أن أتحدث عن كيف يمكن للمرء أن يتعرف على الثورة المضادة خلال بضعة أسئلة بسيطة جدا، والحجج التي يمكن أن تؤدي إلي الخلط أو الإحباط في كل مرة تسمعون كلمة الثورة المضادة. وقد وصل الحال بكثير من الناس على مدى الأسابيع القليلة الماضية إلي نوعا من الشلل لأنهم يشعرون أنهم لا يعرفون من أو ما الذي يثقون به بعد الآن. ونحن نعلم جميعا مطالب وأهداف 25 يناير بشكل جيد للغاية. وعلقت هذه المطالب في التحرير و بصور بسيطة، ويمكن البحث عنها في على صفحات الانترنت. وذلك بدلا من البحث عن اليد الخفية للثورة مضادة ، وأحثكم على أن تأخذوا من الوقت لتسألوا نفسكم بعض من هذه الأسئلة لمعرفة حقا الفرق بين الثورة المضادة و 25 يناير.

1.كيف تضمن تنفيذ مطالب 25 يناير بالانتظار؟ وبسرعة يجب أن تذكر نفسك بكل الأوقات التى طلبوا من اشخاص الانتظار، وإذا امتثلتوا الآخرين ما كان يمكن أن يحدث التغيير؟

2. ، هل الفعل أو الحدث في جوهره يضعف مطالب 25 يناير؟ مثل العمال و الأقباط ، وتذكر أن التمثيل السياسي الحقيقي هو المهم بالنسبة للديمقراطية الحقيقية التى يتطلع إليها الجميع.

3. العلاقة بين الاستقرار وحب مصر ، والثورة ، وتدمير مصر في حاجة إلى طرح بعض الأسئلة المحددة لذلك :أ. ماذا يعني الاستقرار ؟ ب. ما معنى محبة مصر؟ أو ماذا يقصد الذين ينادون بمحبة مصر؟ ج. كيف تتوقعون الاستقرار بعدالتخلص من أثار أكثر من 30 عاما او اكثر من القمع والفساد والعنف؟ د. ما هو الثمن الذي انتم مستعدون لدفعه عندما تنادون وتطالبون بالاستقرار؟ و من ستضعون رقبته تحت المقصلة عند مطالبتكم بالاستقرار؟ هل ستدفع انت الثمن أم سيدفعه شخص آخر؟
ترجمها إلي اللغة العربية سلمى زهدي ومراجعة مامتي


٨ مارس ٢٠١١

أين هي ثورة الأقباط المضادة؟ و كيف يمكن التصدي لها؟


اثارت احتجاجات الأقباط المسيحيين فى الأيام القليلة الماضية موجة من القلق والخوف المكبوت للعديد من مؤيدي ثورة 25 يناير من أن عزل أو زعزعة استقرار النظام سوف يؤدى إلى حرب طائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر. وتذكر العديد من الناس أثناء المظاهرات والأحداث التي وقعت هذا الأسبوع أيام الاعتصام فى ميدان التحرير عندما وقف المسلمون والمسيحيون وقفة رجل واحد.
اتهمت مظاهرات المسيحيين بإحداث انقساماً فى الوحدة الوطنية الرائعة بين المسلمين والمسيحيين والتي أبهرت العالم في التحرير. والسؤال الذى يطرح نفسه هو "هل تعد مظاهرات الأقباط المسيحيين ثورة مضادة متوقعة؟

والإجابة ببساطة لا. فالمسيحيون ليسوا هم الثورة المضادة. فقد عانى المسيحيون والأقباط على مدار الثلاث عقود الماضية من التفرقة والتهميش السياسي فى القطاعيين العام والخاص. نظراً لأن موضوع المذكرة ليس هو تفاصيل التفرقة الدينية في مصر، سأكتفى بذكر أحد الحقائق وهى احتواء البطاقة الشخصية على ديانة كل فرد، مما يخلق نوعاً من الانقسام فى الهوية بناء على الدين. لقد استمر نظام الرئيس السابق حسنى مبارك لعقود كثيرة فى اتباع سياسة تضخيم الأمور الطائفية والتعامل معها مثلما تعامل مع الحركات الإسلامية فقد اثارات فكرة أن مصر على حافة التحول إلى دولة إسلامية مسيطرة سيطرة تامة مثلها مثل طالبان أو على أن تقوم بها حرب طائفية لا مثيل لها بين الهلال والصليب. وكوضع طبيعي في عهد النظام السابق الذي كان يعمل علي تكميم جميع الأصوات القبطية التى تعترض على الظلم الذى تتعرض له مثلهم مثل مختلف فئات المجتمع من البدويين و نشطاء حقوق الإنسان. أما الآن وقد اصبح الجميع قادرين على المطالبة بحقوقهم ومطالبهم المشروعة فلابد من أن يؤتى كل ذى حق حقه. ولذلك فإن هذه الاحتجاجات ليست بثورة مضادة بل إنها جزء لا يتجزأ من ثورة 25 يناير وامتداداً لها والتى تنادى بها فئات مختلفة تعرضت لظروف معينة دفعتهم إلى المطالبة بمطالب معينة.
كيف نتصدى إلى الثورة المضادة؟
1.التوقف عن نشر تعبير "الثورة المضادة" والذى ينزع عن الأقباط حقهم فى ثورة 25 يناير التى تنادى بالعدالة الاجتماعية.
2.قم بالانضمام و دعم هذه المجموعات. فمجرد حضورك سوف يضع حداً لأفكار الانقسام.
قام بالترجمة للغة العربية :سلمى زهدي ومامتي بالمراجعة


مصر و 25 يناير و اليوم العالمي للمرأة: لماذا يجب الاستمرار بالمعركة؟


اكتب هذه المذكرة وانا خارج مصر. ولكم تمنيت أن اكون في مصر وقت ثورة 25 يناير، ووقت إلغاء مباحث أمن الدولة و اليوم بمناسبة "اليوم العالمي للمرأة ". بصفة شخصية فأنا لم أكن من مؤيدى فكرة ذهاب السيدات إلى ميدان التحرير للمطالبة بالمساواة فالأمور الاجتماعية يجب الا تصنف على أساس النوع فالمقاومة لابد الا تقتصر على المطالبة بحقوق المرأة بل تتسع لتشمل المطالبة بحقوق الجميع بعض النظر عن الدين، النوع، التوجه أو العمر. ولكن بعدما حدث اليوم فى التحرير والذى أقل مايوصف به هو الوحشية الغير مبررة فقد تم تسليط الضوء على قضية حقوق المرأة من الساحة العامة ولابد أن تستمر المقاومة. فتوقف الحركة فى هذا التوقيت قد يترتب عليه ضياع قضية المساواة بل وقد يمتد الأمر للإطاحة بالمرأة من الساحة العامة السياسية. إن تداعيات ما حدث من أعمال عنف اليوم سوف يستمر ليؤثر على المرأة ودورها فى المجتمع فى المستقبل، وبما أن ما حدث قد تم بصورة سافرة فلابد من التصدي له بنفس الطريقة.

إن أول القضايا الهامة التي لابد التطرق إليها هي قضية التحرش الجنسي وهى من المواقف التي تتعرض لها المرأة بصفة يومية بغض النظر عن العمر، الدين ، المظهر الخارجى أو الطبقة الاجتماعية. قد تواجه المرأة هذا الموقف فى أى وقت وأى مكان فى الطريق إلى العمل أو الديسكو أو المتجر أو حتى الجامع. وفى رأيى فإن هذا يعد رسالة من المجتمع يدفع المرأة الساحة العامة. كما أرى أن هذه القضية يجب أن يجتمع السيدات من أجل اثارتها أمام الساحة العامة .يجب أن نجتمع حول مطلب يتفق عليه الجميع وهو أنه لن يتغاضى أحد عن التحرش الجنسى بغض النظر عن درجة تحفظه أو تدينه. على المرأة المصرية أن تدعو المجتمع للوقوف أمام هذه التصرف الغير الأخلاقى وبعدها أن توجه الدعوة للأزهر الشريف لكى يدين التحرش الجنسى واخيراً. يجب أن تطالب المرأة المصرية باصدار قانون يعاقب كل من يرتكب أى صورة من
صور التحرش الجنسى عقوبة رادعة.

وثانياً. التعبئة، إن كلمة السر هنا هى التعبئة. يجب أن تتسع دائرة التعبئة لتشمل التلاميذ، الرياضيين، مرتادى المساجد من النساء لكى تتسع القاعدة خارج نطاق الشبكات الالكترونية . فلقد سئمنا من هذه الاهانات المستمرة ومحاولات الاطاحة بنا من المجتمع
ثالثا. إن ماحدث اليوم يجب أن يدفعنا للسعى من أجل استمرار المقاومة اكثر من أو وقت آخر، علينا الا ندع ما حدث اليوم أن يثنينا عن المطالبة بحقوق المرأة. لابد أن نضع فى اعتبارنا أننا وإن توقفنا الآن سيكون أمامنا مستقبلاً مظلماً.
قام بالترجمة للغة العربية :سلمى زهدي ومامتي بالمراجعة

No comments:

Post a Comment